مبحرٌ يا...أنا

حين يغدو كألسنةِ الضـــوء حظّيَ ينهشُ عتمة يأسي أغني
حين تغزو تخومَ السكوتِ المهيمنِ تمتمةُ البوحِ أرسل لحني
حين ألقاك في مسرح الحب تبكــــــي السمـــــاءُ فينبتُ فني
*
هل أحييك بالغمز
حين يكون اللقاءُ قصيدةَ حبٍ بدائيةَ الوزنِ
والليلُ خيمةَ نجوى وكأسٍ وبردٍ وشمعةْ..؟
لا تقولي :تماديتَ
أعرف أنّي ....ولكنْ
سؤالٌ وحيدٌ أتى بي إليكِ....
كيف أمّحى من سجلات أمسِك اسمي.؟
مبحرٌ يا........ أنا
كزجاجة حلمٍ يقلّبُها الموجُ
تحمل في جوفِها رقعةً منذ عهد سليمانَ
تبحثُ عن معتقٍ.
والمساءاتُ تحقِنُها جرعاتِ الخطوبِ كفأر تجارب
هكذا عبرت برزخَ الصحو روحي مخدّرةً لاتعي.
مبحرٌ يا ...أنا
كقطرةِ ماءٍ تحاول جاهدةً أن تحلّق في الأفق
لكنها تتفاجئ أنّ السماء وبعد التكثّف
تنهرها لتعود إلى الأرض مكسورةً وهي حبلى
فتجهض أحلامها في التراب
*
*
هذا أنا أبحث اليوم شأني
مع الحب والموت..والأمنيات
وأطرح مشروع حلم ٍ جديدٍ على هامش الإجتماع
لعلّي أمرره وأسوّق خطته في حياتي.
*
*
مبحرٌ يا....أنا
من يلملم أشتات روحي..؟
ومن ذا يعيد صياغة فألي..؟
وحدي أجدف والرياح تثيرنـــي....وتقص أجنحتي بليل رحيـــــلي
وحدي أجدف لاأنيــس ولا يــــد....تحنو علي لكــي أشق سبيــــلي
صادرت يادنيا جميـــع رغائبي....ومحوت خارطتي فضاع دليلي
ورميتني شيخا على عكازتـــي....أذري الدموع واجتدي منديـــلي
قبل عقدٍ ونصفٍ من السنوات
تورّم قلبي وبات يكرر وخزاته ليجفف من مقلتيّ رذاذ النعاس
كان يعلمني حينها درس "طرد الكرى" ودروسا توالت من الشوق والتيه .
كان (يعلمنني) ويعلمني حينها كيف أهمل عقلي وأفصله عن شؤون حياتي وقلبي.
حينها فتقت شدة الوخز رتق لساني لأكتب شعرا
فأنشدت:
هذا الهوى كدورة الكأسِ.. سرعان ما أفقدني حسي
وجـــــــدت في أوله لذتي.. وبعدها لم أدر عن نفسي
ومازلت من يومها تحت وطئته أتمايل وهو يضاعف غيبوبتي.
*
*
مبحرٌ يا....أنا
وتطول الحكايات ذات الفصول
ليس يحيط بها ورق ٌ أو مدادٌ ولكنني
قد أسوق تفاصيلها كلما سنحت فرصةٌ
قبل أن يدرك الكأس صحوي ..فيغزو بجرعاته شفتيّ
ويغرس خنجره في وتين لساني

حين كانت تحتلّني